هل نعيش للزوال أم نعمل للبقاء؟ رؤية روحية عميقة لحقيقة الدنيا

عالم الروحانيات
المؤلف عالم الروحانيات
تاريخ النشر
آخر تحديث

  الدنيا تُغري... لكنها لا تُوفي

في زمنٍ تلمع فيه الدنيا بكل مغرياتها، من مالٍ ومكانةٍ وسرعةٍ في الإنجاز واللهو، ننسى الحقيقة الكبرى التي لا مهرب منها: أن هذه الحياة مؤقتة، عابرة، وأننا ماضون دون استئذان.

لقد أصبحنا نتسابق نحو المزيد، دون أن نتوقف لحظة لنسأل:

هل هذا “المزيد” يدوم؟ أم يُنسينا الأهم؟


📖 حكمة خالدة من سيد البلغاء

قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:

"إِنَّ الدُّنْيَا عَيْشُهَا قَصِيرٌ، وَخَيْرُهَا يَسِيرٌ، وَإِقْبَالُهَا خَدِيعَةٌ، وَإِدْبَارُهَا فَجِيعَةٌ، وَلَذَّاتُهَا فَانِيَةٌ، وَتَبِعَاتُهَا بَاقِيَةٌ، فَكُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ."

كلمات تلخص الوعي العميق بحقيقة الدنيا. فكل ما تملكه اليوم، قد تفقده غدًا، وكل لذة تغمرك، قد تُثقل كاهلك في الآخرة إن لم تكن حلالًا طيبًا.


📕 هل نعيش للزوال... أم نعمل للبقاء؟

في كل صباح، نُدخِل أنفسنا في سباقٍ لا ينتهي:

العمل، الشهرة، الإنجاز، العلاقات، المظاهر… لكننا ننسى أن السباق الحقيقي يبدأ بعد الموت.

هل ما نبنيه اليوم، سيبقى معنا هناك؟

هل نزرع لأرواحنا كما نزرع لحياتنا؟

هل نعدّ حقيبة السفر للدار الأبدية؟

الجواب ليس فلسفيًا، بل واقعيًا: من يعيش لله، لا يخسر شيئًا أبدًا.


الدنيا تُغري... لكنها لا تُوفي




💡 كيف تتعامل مع الدنيا دون أن تنغمس فيها؟

إليك خطوات بسيطة وعملية:

1. حدد أولوياتك

اجعل علاقتك مع الله في المرتبة الأولى، ثم أسرتك، ثم ذاتك… الدنيا تأتي لاحقًا.

2. اجعل نيتك صافية

العمل، الدراسة، الزواج، السفر… كل ذلك يمكن أن يكون عبادة إن نوينا به الخير.

3. وازن بين الطموح والزهد

لا تُبالغ في طلب الدنيا، ولا تتخلَّ عنها. عش بتوازن، كما قال النبي (ص):

"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا."

4. اذكر الموت… دون أن تخافه

ذكر الموت يُصلح القلب، ويجعلك تعيش حياة أكثر تركيزًا وإخلاصًا.


📌 ختامًا... كن كالغريب في أرضٍ ليست له

لا تبالغ في التعلّق، ولا تُفرط في الزهد. عش بقلب متيقظ، وعقلٍ متزن، وابتسامة لا تنطفئ، واثقًا أن البقاء الحقيقي هناك، حيث لا حزن ولا فناء.

"من عرف الدنيا، هانت عليه المصائب، وخفّ وزرُ التعلّق"

تعليقات

عدد التعليقات : 0