الحقيقة التي لم يكن يتوقعها
مرت أيام بين جلسات الشيخ عبد الرحمن والشيخ سليمان. كل يوم كان يكشف عن شيء جديد، وكل حديث كان يضيف شريحة من الفهم إلى ذهن الشيخ.
بدأ الشيخ عبد الرحمن يرى أن الأمور ليست بالأسود والأبيض كما كان يظن. فلم تكن الروحانيات مجرد سحر وخرافات، ولا هي عبادة تقليدية مقبولة دون تمحيص. كانت شيئًا في المنتصف... علمًا قديمًا يحتاج إلى نية صادقة وفهم عميق.
"النية تُغيّر كل شيء"
في أحد الأيام، سأل الشيخ عبد الرحمن:
"كيف أعرف إن ما أتعلمه هنا هو طلب للحق، أم مجرد انحراف؟"
نظر إليه الشيخ سليمان بهدوء، ثم قال:
"النية تُغيّر كل شيء. إذا كنت تتعلم هذا العلم لطلب الشفاء، لمساعدة الناس، وللتقرّب إلى الله — فهو طلب للخير. أما إن كنت تبحث عن القوة أو الشهرة، فإنك حينها تكون قد دخلت بوابة السحر."
أعاد الشيخ عبد الرحمن هذه الكلمات مرارًا وتكرارًا في نفسه. شعر بأنه أمام اختبار حقيقي: ليس فقط لعقله، بل أيضًا لقلبه ونيته.
كيف تغير فهمه للقرآن؟
شرح له الشيخ سليمان أن بعض الآيات لها تأثير روحي عميق لا يظهر إلا عند استخدامها بطريقة معينة:
- بسورة محددة.
- في وقت محدد.
- مع نية خالصة.
- وأحيانًا بتركيز على نبرة الصوت ومكان التلاوة.
وقال له:
"القرآن كلام الله، لكننا نحن البشر من قد لا نفقهه تمامًا. أنت تقرأ الآية، لكنك لا تدرك كيف تصل إلى العوالم الأخرى... تلك التي لا نراها."
بدأت الأمور تتضح أمام الشيخ عبد الرحمن. لم يعد يرى الرقية الشرعية فقط، بل أصبح يرى بعدًا آخر للشفاء، يجمع بين الدعاء، والنية، واستخدام القرآن بوعي مختلف.
اللقاء الأخير
قبل أن يعود الشيخ عبد الرحمن إلى قريته، قال له الشيخ سليمان:
"لا تأخذ كل ما سمعته هنا كقاعدة ثابتة. اسأل، ابحث، وتعلّم... لكن دائمًا ارجع إلى كتاب الله وسنة نبيه ﷺ. الروحانيات ليست غاية، بل وسيلة. استخدمها بحكمة."
غادر الشيخ عبد الرحمن القرية وهو إنسان مختلف. لم يعد العالم التقليدي الذي كان عليه، ولا هو الشخص الذي بدأ الرحلة. كان الآن بين العالمين: الظاهر والباطن، العلم والروح، الدين والحياة.
العبرة من القصة:
- التساؤل ليس دائمًا ضلالًا، بل قد يكون بداية الفهم الحقيقي.
- الروحانيات ليست سحرًا إذا كانت مبنية على نية صادقة واستناد إلى القرآن والسنة.
- العلم الحقيقي يفتح أبوابًا للشفاء، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي.
- النية هي الفيصل بين ما هو مقبول وما هو مرفوض.
رسالة إلى القارئ: إذا كنتَ تبحث عن العلاج، أو كنتَ تشعر أنك وصلتَ إلى طريق مسدود، فلا تغلق الباب قبل أن تفهمه جيدًا. ربما تكون الإجابة في مكان لم تفكر أنك ستبحث فيه...
شاركنا رأيك:
هل توافق الشيخ عبد الرحمن على خطوته؟
هل تعتقد أن الروحانيات يمكن أن تكون جزءًا من الحل وليس مصدرًا للمشاكل؟
👇 شاركنا رأيك أدناه!