المقدمة:
الهداية هي من أعظم النعم الإلهية التي يهبها الله لعباده، وهي السبيل للوصول إلى مرضاته والفوز بحياة طيبة في الدنيا والآخرة. وقد حصر الله الهداية بنفسه، من خلال هذا المقال، سنتناول مفهوم الهداية في القرآن الكريم، ونوضح كيفية الجمع بين الهداية الإلهية وهداية النبي (صلى الله عليه وآله)، بالإضافة إلى استعراض أنواع الهداية المختلفة وكيفية ارتباطها بالاختيار البشري والإرادة الإلهية. إذ قال تعالى:
(قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى) (البقرة/120)
ورغم ذلك، فقد نسب الهداية إلى النبي (صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى:
(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى/52)
فكيف يُجمع بين الحصر في الهداية لله ونسبتها للنبي؟ وما هي أقسام الهداية في القرآن؟
1. معنى الهداية في القرآن
تعريف الهداية لغة واصطلاحًا.الهداية في السياق القرآني كمفهوم توجيهي وإرشادي.
2. أنواع الهداية في القرآن
الهداية التكوينية: وهي الهداية العامة التي تشمل كل مخلوق، مثل قوله تعالى:(الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه/50)
الهداية التشريعية: وهي هداية الإرشاد والتوجيه، مثل قوله تعالى:
(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد/10)الهداية التوفيقية: وهي الهداية الخاصة التي تكون بتوفيق الله، مثل قوله تعالى:
(وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (البقرة/213)3. الجمع بين الهداية الإلهية وهداية النبي
الهداية الأصلية المطلقة بيد الله وحده.
النبي (صلى الله عليه وآله) هو هادٍ بإذن الله، أي أن هدايته قائمة على التمكين الإلهي، كما في قوله تعالى:
(إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) (الشورى/48)
4. الهداية بين الاختيار والإجبار
الهداية لا تعني الجبر، بل الله يُري السبيل للعبد ويترك له حرية الاختيار.
قال تعالى:
(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد/10)
قال تعالى:
(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد/10)
الخاتمة:
الهداية في القرآن مفهوم مركب يشمل التوجيه والإرشاد والتوفيق. الله هو الهادي المطلق، والأنبياء ومن تبعهم هم أدوات للهداية بإذنه. إدراك هذه الحقيقة يعزز العقيدة الصحيحة ويقي من الشبهات.