لماذا يُنصح بالاستعانة بمعالج مختص؟
في الآونة الأخيرة، انتشرت العديد من العناوين الرنانة التي تدعي إمكانية معالجة النفس من السحر والمس في أيام قليلة. وبينما لا يمكن إنكار رغبة بعض الشيوخ في مساعدة الناس وعلاجهم، فإنني لا أنصح أي شخص بمحاولة معالجة نفسه بمفرده أو التوهم بأنه قد عالج نفسه بنجاح. في هذا المقال، سأوضح الأسباب التي تجعل من الأفضل اللجوء إلى معالج مختص بدلاً من معالجة النفس بشكل فردي.
1. التغيرات الفيزيولوجية الناتجة عن الرقية
عند سماع الرقية أو قراءتها، تحدث تغيرات فسيولوجية داخل الجسم تؤثر على العارض (الجن أو السحر) الموجود في الجسم. كيف يمكن للإنسان التحكم في هذه التغيرات أثناء شعوره بالارتباك أو القلق أو الألم؟ المعالج المتمرس لديه القدرة على السيطرة على هذه العوارض والتعامل مع التغيرات الناتجة عن الرقية بطريقة مهنية، وهو أمر صعب على المريض القيام به بمفرده.
2. خطر الغيبوبة نتيجة للعارض
في بعض الحالات، قد يتسبب ضغط العارض على منطقة الرأس في حدوث غيبوبة بسبب نقص الأوكسجين في الجسم. في هذه الحالة، كيف يمكن للمريض التعامل مع نفسه؟ المعالج ذو الخبرة يعرف كيفية التعامل مع هذه الحالات الطارئة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان سلامة المريض.
3. تأثيرات العارض على ضربات القلب
في بعض الأحيان، يقوم العارض أثناء أو بعد بداية الرقية بتخويف المريض عن طريق زيادة معدل ضربات القلب بشكل مفاجئ. هذا يؤدي إلى شعور المريض بالخوف، وقد يظن أن حالته الصحية في خطر مما يجعله يوقف العلاج. المعالج المحترف يعرف أن هذه الأعراض هي من أساليب الجن لوقف العلاج ويفهم كيفية التعامل معها بمهارة.
4. التعامل مع استنطاق العارض
من الأمور المعقدة التي يصعب على المريض التعامل معها بمفرده هي استنطاق العارض. كيف يمكن للمريض أن يوجه العارض للخروج أو يطلب منه اتباع الطريق الصحيح؟ المعالج لديه الخبرة في التواصل مع العارض، ويعرف كيفية التعامل مع هذه المواقف الصعبة بشكل متمكن.
5. التقييم الطبي للمرضى وتحديد العلاج المناسب
المعالج المحترف لديه القدرة على تقييم الحالة الصحية للمريض، وتحديد العلاج الأنسب وفقًا للعلامات والأعراض التي يعاني منها. بعد إجراء الكشف الكامل، يتم تحديد خطة العلاج المناسبة ومدة العلاج التي يحتاجها المريض، وهو ما يصعب على الشخص العادي فعله بنفسه.
6. الفرق بين العلاج والتحصين
يجب التفريق بين التحصين والعلاج. يمكن للإنسان تحصين نفسه باستخدام العديد من الآيات القرآنية والأدعية النبوية الشريفة، ولكن هذا لا يعتبر علاجًا فعالًا ضد السحر والمس. العلاج يتطلب إجراءات متخصصة أكثر تتجاوز مجرد التحصين، وتشمل الكشف الدقيق والعلاج المستمر.
7. تأثير الرقية على الجسم
عند قراءة الرقية أو الأدعية لابطال السحر أو إخراج الجن، يحدث تأثير كبير في محيطك الروحي والفيزيائي. قد لا تستطيع رؤية هذا التأثير، لكن هناك قوى نُورانية قد تحيط بك وتفتح منافذ في جسدك. المعالج المختص يكون هو الوسيط الذي يوجه هذه الطاقات النورانية ويطرد الجن أو السحر من جسدك. إن لم يكن لديك تركيز كافٍ، قد يتحول جسدك إلى نقطة جذب للطاقات السلبية التي تزداد سوءًا.
8. التعامل مع آيات القرآن والأدعية
قراءة آيات القرآن بنية العلاج تتطلب توكيلًا خاصًا ونيات صادقة. لا تكفي القراءة المجردة للآيات أو الأدعية؛ بل يجب أن تكون القراءة مقرونة بالإيمان والتوكل على الله، مع معرفة دقيقة بكيفية التعامل مع هذه الآيات. فإذا لم تكن على دراية بكيفية استخدام هذه الأدعية بشكل صحيح، قد تؤدي محاولات العلاج إلى تفاقم الحالة بدلاً من تحسينها.
الخلاصة: أهمية الاستعانة بمعالج مختص
على الرغم من أن هناك العديد من الوصفات والدعوات التي تشير إلى إمكانية علاج السحر والمس من خلال الرقية أو الأدعية المنزلية، إلا أن الواقع يفرض أن العلاج الفعّال يتطلب خبرة ومعرفة. المعالج المختص هو الأكثر قدرة على التعامل مع الحالات المعقدة والطارئة التي قد تحدث أثناء العلاج، ويعرف كيفية التعامل مع العوارض والجن بشكل آمن وفعال. لذا، من الأفضل دائمًا اللجوء إلى معالج محترف لتجنب تفاقم الحالة أو الوقوع في مشكلات صحية أخرى.
