هل يُمكن أن يُرى الله في الدنيا أو الآخرة؟

عالم الروحانيات
المؤلف عالم الروحانيات
تاريخ النشر
آخر تحديث

الحقيقة عن رؤية الله في الدنيا والآخرة

الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

سؤال كثيرًا ما يخطر ببال الكثيرين:
هل يُمكن أن يُرى الله في الدنيا أو الآخرة؟
هو سؤال عقدي عميق، يتطلب فهمًا دقيقًا للنصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، بعيدًا عن التخيّل أو التشبيه.

هل يرى الله في الآخرة؟

ورد في صحيح البخاري ومسلم  أن رسول الله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال:

"لَتَرَوُنَّ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ."

وهذا الحديث دليل قاطع على أن المؤمنين في الجنة سيرون ربهم -سبحانه وتعالى- كما يرون القمر ليلة البدر، واضحين دون مشقة ولا ضيم.

والرؤية هنا ليست رمزية أو معنوية عند جمهور العلماء، بل هي رؤية حقيقية بصريّة، لكنها تختلف عن رؤيتنا للأشياء في الدنيا، فلا ندخل في كيفية هذه الرؤية، ولا نشبهها برؤية الخلق، لأن الله يقول:

{لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103]

هل يُرى الله في الدنيا؟

أما في الحياة الدنيا، فلا يوجد دليل صريح يشير إلى أن أحدًا رأى الله تعالى. حتى خاتم الأنبياء، نبينا محمد صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، لم يره في حياته.

فقد ذكر في القرآن قصة موسى عليه السلام حين طلب من ربه أن يراه، فأجابه:

{قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۖ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُۥ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا} [الأعراف: 143]

فهذا يدل على أن الرؤية الحقيقية لله مقصورة على الآخرة فقط، وهي من أعظم نعم الجنة التي يُكرم بها المؤمنون.

الحقيقة عن رؤية الله في الدنيا والآخرة



كيف نوفق بين الآيات والأحاديث؟

بعض الناس قد يستشكلون ويتساءلون: كيف نجمع بين الآية:

{لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ}

وبين حديث: "لترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر"؟

الجواب: أن الإدراك هو إحاطة بالشيء أو الوقوف على ذاته، وهذا مستحيل على الخلق في حق الله، أما الرؤية فهي مجرد إبصار بدون إحاطة، وهي ممكنة بإرادة الله، كما أخبر.

الخلاصة:

  • الرؤية الحقيقية لله تكون في الآخرة، للمؤمنين في الجنة.
  • في الدنيا، لا رؤية لأحد، حتى النبي صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
  • واجب علينا أن نؤمن بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه (ص)، دون تحريف أو تعطيل، ولا تشبيه أو تكييف.

{وَيَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۖ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ ٱلسَّاقِطَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النساء: 153]

فلنحرص على فهم العقيدة الصحيحة، ولننشر العلم النافع، ونسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة الذين يرونه تبارك وتعالى.

دعوة للمشاركة:

إذا استفدت من هذا المقال، لا تتردد في مشاركته مع أصدقائك لتعم الفائدة، وكن سببًا في نشر العلم النافع.
🔔 لا تنسي الاشتراك في المدونة لتتوصل بكل جديد حول العقيدة والفقه والسيرة.

#رؤية_الله #عقيدة_مسلم #القرآن_والسنة #الآخرة #الجنة   #أسئلة_عقيدية #الفرق_بين_الدنيا_والآخرة #الحديث_الصحيح

تعليقات

عدد التعليقات : 0